Sunday, March 18, 2007

نعم......لم نلتقي


إلتقينا .... لا لم نلتقي ..... تقابلنا ..... لا لم نتقابل ..... رأيتها ..... لا لم أراها ..... كنا يوما ما روحا واحده في جسدين ... صحيح أنهما جسدان صغيران بوجوه تحمل براءة العالم بوجوه الطفوله... التي كانت تملأنا حيويه وإنطلاق ورغبه مستمره في الشغب واللعب المتواصل ..... صحيح أننا كنا لا نفترق و كنا نخاصم فلان سويا ونصالحه سويا .... أخاصم فلان فقط لأنها خاصمته و هي تصالح فلان لأني فقط صالحته ..... لم أتذكر يوما عدنا من المدرسه ونحن متشاجران ...كنا نتشاجر كثيرا ولكن نعود كما كنا دون أن نتذكر ما هو سبب الشجار ...كل منا كانت تحمل أسرار الأخري .. تلك الأسرار التي نراها حين نكبر أنها كانت ساذجه جدا ...أن تحب هي فلان زميلنا في الفصل ....و أنا سعيده لأنها لم تقل لأحد غيري ...سعيده بتلك الثقه التي منحتني إياها ... وكيف إني سأصون هذا السر عن أقرب الناس لي كأمي مثلا.. ذكريات طفوله كثيره حملها قلبي وتذكرها عقلي حين رأيتها .... تفرقنا ... نعم تفرقنا ... فرقتنا الأيام اللعينه التي تجعل من صديق اليوم ذكري الغد... وصديق الأمس ذكري اليوم .... رأيتها تقف أمامي لأتأمل كيف تغير شكلها فوجدتها أصبحت بدينه من الممكن لأنها حامل... تغير شكل أنفها ... تغيرت نظرة عينها .... و سألت نفسي هل ياتري هي الأخري تراني تغيرت .... بالطبع تغيرت ولكني أري نفسي في المرآه كل يوم وبالتالي لا ألمس هذا التغير بشكل ملحوظ .... و سألت نفسي هل لو إنقطعت عن المرآه التي لا أكف النظر فيها ليل نهار لعام أو لعامين.... هل سألاحظ التغيرات التي طرأت علي؟؟؟؟ .... لماذا أتوقع ألا يتغير شكلها ؟؟؟؟!!!... بالتأكيد سيتغير .... لقد مر علي آخر لقاء بيننا حوالي 14 عام ....14 عام بأحزانهم وأفراحهم .... سنوات ليست بالقليله حتي أتوقع أن أراها الطفله الصغيره بنفس الملامح والجسد النحيل ...... هي الآن زوجه وستصير أم بعد عدة أشهر .... من الممكن أن عقلي لم يستوعب هذا التغيير لأن صورها لدي هي صور تلك الطفله....التي تقف في حفلات المدرسه الإبتدائيه .... تعجبت من عقلي الذي توقف عند التغيير في الشكل مع إنه شئ طبيعي جدا .... فأنا أيضا لم أعد تلك الطفله بضفائرها المنسدله علي ظهرها فأنا الآن عندي 24 عام .... بالطبع هي أيضا لن تراني كتلك الطفله .... تبادلنا التحيه والسلام .... لم يخطر ببالي كثيرا قبل هذا اليوم كيف سيكون شكل اللقاء بصديق قديم ....و لكن يهيأ لي أن حرارة هذا اللقاء ستكون بمقدار الذكريات التي أحملها لهذا الشخص .... وأيضا بنوعية هذه الذكريات .... أي لو أنها ذكريات جميله وغاليه سيكون بالتأكيد لقاء حار وجميل ينعش تلك الذكريات في القلب ..... أما لو كانت ذكريات مش ظريفه .... فاللقاء سيكون بارد نوعا ما لأنك لم تذكر لهذا الشخص ما يجعلك تستقبله بحفاوه وحراره..... ولكن ..... وأه من كلمة لكن .... في لقائي مع تلك الصديقه العزيزه القديمه ..... لم أشعر بتلك الحراره بداخلي ولم ألمحها في نبرات صوتي .... أقسم بالله أني بحثت عن الحراره وفتشت عنها و لكني لم أجدها ....و نفس الشئ لم أجده لديها .... تصنعت ....نعم تصنعت.... لم أجد بديل غير التمثيل .... وحاولت أن يبدو طبيعيا ....لكني بالطبع لست ممثله بارعه ... وهي أيضا ... حاولت ... وحاولت.... ولكن كل شئ كان ينم أن ما يحدث ليس من القلب .... شعرت بحواجز وحواجز.... منعتني تلك الحواجز من أحتضانها من أعماق قلبي .... من أن أشعر بفرحه من قلبي لأني رأيتها ... وهي التي كنت أحزن لو غبت أو غابت عن المدرسه يوما .... لأني لن أراها في هذا اليوم .... لم أشعر بالسعاده التي كنت أشعرها يوم السبت و أنا أراها بعد الأجازه الإسبوعيه .....سألت نفسي لماذا .... لماذا حين نلتقي بصديق قديم لا نستطيع أن نستعيد نفس السعاده حين كنا نراه ؟؟؟؟.... لماذا لم أشعر بوجود نهال ؟؟؟؟.... لما تلك كل الحواجز التي شعرت بها ؟؟؟؟ و التي جعلت اللقاء رسمي ويفتقد الود؟؟؟؟....هل لأننا إفترقنا لسنوات ؟؟؟؟ هل لأننا تغيرنا ...و لم يعي كل منا ما الذي حدث للآخر في كل تلك السنوات ؟؟؟؟....أسئله كثيره لم أجد لها إجابات شافيه .... و وجدتني أتسائل هل إلتقيت بنهال صديقة الطفوله ؟؟؟؟.... فرددت علي نفسي لا لم نلتقي .... من إلتقي شخصان آخران... شخصان غير نهال ورحاب أصدقاء الطفوله .....نعم لم نلتقي.....

9 comments:

Anonymous said...

كتير اوى فكرت بالموضوع دة..
احساسك بالذنب عشان مشاعر صادقة كانت موجودة والسنين داست عليها بيخلى الواحد يفكر ويراجع نفسه فى كل مشاعره الحالية تجاه احبائه واللى بيبقى معندوش ذرة شك انها اصدق واخلص واقوى مشاعر ولا يمكن يم تتغير .
شكك فى قوة وصلابة مشاعرك واحاسيسك تجاه الناس وانك تبقى عارف انها ممكن تتغير بكرة بيخلق حالة غبية اوى من الكفر باى مشاعر وممكن يحول الحياة لجحيم

معلش رغيت كتير بس عشان الموضوع دة كتير بيشغلنى

انحلت سيور العربه وسقط المهر من الاعياء said...

انها الحيا ه الكئيبه التى لا يوجد فيها مكا ن لشىء من الممكن ان يظل جميلا

سلا م
بوست جميل

أسوور said...

أولا ألف مبروك على المدونة يا رحاب
وأشكرك لإضافتى عندك كمدونة عجبتك
سعدت بزيارتك لمدونتى ويمكن تكونى سمعتى عنى من مدونين آخرين وعرفتى قد ايه أنا بحب التدوين والمدونين واشجع المدونين الجدد حتى يزيد حماسهم
بيسمونى ساعات أم المدونين وساعات الزعيمة وساعات البوص
كل دة مش مهم المهم فعلا انى بحبك لأنك عضو جديد فى عيلتى .. عائلة المدونين .. هم دول أهلى

البداية كويسة قوى
والبوست بيتكلم عن حاجة حقيقية بتحصل لينا كلنا
يفضل جوانا الحنين للذكريات لكنه ليس حنين للأشخاص
الناس بتتغير والإحساس بيتغير
اللى مش ممكن نغيره ابدا هو التاريخ
والذكريات .. تاريخ
تحية من قلب مجروح

The Alien said...

مبروك المدونة
اللي إسمها عاجبني
فقررت أديكي ودني
ولما قريت البوست قررت أديكي ودني كتير

بتبوظ العلاقات
حب أو صداقات
مفيش حاجة تقدر ع المسافات

والمسافات دي بتبقي مكان أو زمان
والتأثير بيبقي قوي
وف الغالب مش بنتوقعه ولا بنحبه

تحياتي

reri said...

واحد من الناس ""طارق""

أهلا بيك يا طارق ومش عارفه أدخل
مدونتك اللي علي ال blogsome..
خالص تقريبا العيب عندي لأنه بيعمل كده مع أي مدونه عليه... بيقولي ..technical error....
كلامك عن خوف
الإنسان من مشاعره إنها تتغير مع تأكده من صدقها بيحصلي ... و بيشككني إنها كلها مشاعر وقتيه ... وأقل تغيير أو بعد هيحطمها ... متبعاك بس علي المدونه الجديده لحين معرفة سبب العطل..ما تقطعش الزيارات يا طارق ...باااي



***********************************


الجحيم هو الحقيقه

شكرا وأهلا بيك بس هي ليه مدونتك عايزه دعوه لدخولها؟؟؟؟ معك حق حياتنا خلاص محت المشاعر أو خلتها شئ ثانوي لا قيمه له ...
يا ريت الزيارات تتكرر...


***********************************

ياسمين

الله يبارك فيكي يا ياسمين يا منوره كل المدونات....
ما تعرفيش أد إيه أنا فرحت لما لقيت ردك عندي في مدونتي المتواضعه... بجد إنتي مش محتاجه تعرفيني بنفسك لأنك غنيه عن التعريف.... أنا مش سمعت عنك وبس ... أنا والله حبيتك من كلام المدونين عنك .... المره الجايه عايزه تحيه من قلب نسي كل الجروح...ماشي ...من الممكن أن نخلط بين الذكريات والأشخاص ونشعر أن حنينا إليهم واحد لكن بعد لقائي مع نهال تأكدت أن الحنين يكون غالبا للذكري


***********************************

the alien (( بيشو ))

أنا سعيده إنك إدتني ودنك .... والله يبارك فيك ....و فعلا واضح إن بعد الزمان والمكان أقوي من المشاعر بكثير....المسافات ... هي المسافات دي اللي بتبوظ كل حاجه جوانا ... ما تقطعش الجوابات

reri said...

the alien

نسيت أقولك يا بيشو .... هو تقريبا كده لازم أنسي أقولك حاجه ....المهم أنا أخدت منك طريقة الرد علي المدونات ....ماشي الكلام..باااي

micheal said...

دائما ما تظل الذكريات محفوره في الوجدان و خصوصا لو كانت ذكريات الطفوله ببرائتها و نقاوتها..علي فكرة أسلوبك في التدوين جميل و سلس و خليكي فاكره أنتي حتبقي مدونه مشهوره و ناس كنتيير حتحب مدونتك و يا أهلا بيكي في عالم المدونات

Tamer Nabil Moussa said...

الف مبروك على افتتاح المدونة بالتوفيق ان شاء الله


سردك للموضوع رائع عارفة ان كل انسان جواة زكريات من الصعب ان يتخلص منها مهما كانت حتى لو عايزين نتخلص منها والعكس صحيح


ممكن لحظة عدم الحنين لاانسان غاب عن العين والقلب والروح والتفكير هذة المدة الكبيرة تترك اثر فينا وتعطى بداخلنا انطباع بالغربة وعدم الشعور بهذا الغالى علينا فى وقت مضى


نشعر بانة غريب فى صورة قريب كان لنا منذ سنين انقطاع التواصل يقطع العلاقات الانسانية ويجعلها باردة مجرد عاصفة ثلجية كانت صحيح فى يوم من الايام بركان نار لايهدء سوانى


لكن هذا الحال الانسان والحياة
وكما تعلمين المثل القائل البعيد عن العين بعيد عن القلب

بالتالى من الطبيعى عدم وجود الحرارة واللهفة التى كانت فيما مضى



اذا عادت صديقتك فى يوم واصبحت معاكى فى عمل او سكنت فى الشقة المجاورة لكى سيعود التواصل وبالتالى تعود الحرارة


تحياتى

reri said...

micheal

شكرا يل مايكل علي تشجيعك.... و هفضل فاكره كلامك
سلاااااام



***********************************

tamer

الله يبارك فيك يا تامر.... و معاك حق
... هي دي طبيعة الحياه